3AL3P-4K7HX-ER4U دروس النصوص : الدورة الأولى

الجمعة، 13 نوفمبر 2020

 

الإنسان ومشاكل الهجرة - تحليل نص 'مشاكل المهاجر المغربي' للمختار مطيع

 

 

سياق النص

النص للمختار مطيع الباحث المغربي والأستاذ في القانون العام، مأخوذ من مقاله “الهجرة المغربية إلى أوربا” المنشور بمجلة “دفاتر” العدد الثالث سنة 1994 في ملف معنون ب ” مركز الدراسات والاتجاهات حول حركات الهجرة المغاربية”، والمقال يسعى إلى التحسيس بمعاناة المهاجر المغربي المتمثلة في مشاكل التأقلم والتفكك العائلي والحواجز اللغوية والاجتماعية والثقافية والانحلال الأخلاقي والعنصرية والتمييز والعزلة والتربية الهجينة وغيرها من المشاكل التي ترك للمهاجر المغربي غير المؤهل أمر مواجهتها وحيدا في خضم من الحيرة والتخبط والانكماش أو الاستسلام أو فقدان التوازن بمعناه العام، دون اهتمام جدي من الدولة المصدر بغير عائداته المادية، ولا من دولة الاستقبال إلا باعتباره مشكلة.

ملاحظة النص

يؤشر عنوان النص على نوع مزدهر من الهجرة هو الهجرة الخارجية بدافع الحاجة المادية، وهو ما يمرر عبر ألفاظ العنوان الثلاثة الدالة على أن الهجرة متجهة نحو البلدان الأوربية التي تضمن فرص العمل الجيدة، وأن المهاجر يحمل ملامح دول الجنوب الفقيرة استنادا إلى الدلالة الجغرافية والحمولة السوسيواقتصادية للفظة ” المغربي”، وتعضد هذا الإيحاء مشيرات مصدر النص، وأن هذا المهاجر سيتعرض في بلاد المهجر للكثير من المشاكل بسبب الهوة الحضارية والاختلاف الثقافي وشبه الأمية الناشئة عن الطابع البدوي والوضع الاجتماعي الهش لغالبية المهاجرين المغاربة الباحثين عن تحسين وضعهم المنهار تقريبا في بلدهم الأم، وهي دلالات تتناسل في الذهن بمجرد ملاحظة الملفوظ الأول والأخير في النص الذين يؤشران على أن المشكل بات يحمل بعدا إنسانيا، وتتضرر منه البلدان المصدرة والمستقبلة على السواء، ناهيك عما يعتري المهاجرين مما يمكن نعته بالأزمة الحقيقية التي تستدعي نظرا إنسانيا ودوليا عاجلا .

فهم النص

يتمفصل النص إلى عدد من المفاصل الدلالية الأساسية نوردها كالآتي:

  • تعريف الكاتب للمهاجر استنادا إلى سماته السوسيوثقافية المميزة، فهو الأعزب أو المتزوج المغادر وطنه إلى بلد أجنبي غريب وحضارة مادية لا تأبه بالأخلاق.
  • استعراض الكاتب للمشاكل التي يغرق فيها المهاجر وتشمل: الضغط النفسي والتفكك الاجتماعي – العزلة وكبت الغرائز والحريات، وافتقاد الهوية – مشكل التأقلم بسبب الأمية وجهل لغة المهجر – القلق على الأسرة والأهل والأبناء في البلد الأم – التربية الهجينة للأبناء في المهجر وتخبطهم بين قيمهم الأصلية والقيم الأوربية – الحيرة والقلق المرتبطة بمشكل الانتماء والاندماج بين المهجر والوطن، الأول ينظر إليهم فيه باستعلاء وحقد واحتقار، والثاني باستهجان وانتهازية.
  • معاناة المرأة المغربية المهاجرة من العزلة التامة والتهميش والانكماش في المهجر لغياب هياكل اجتماعية تساعد على إدماجها.
  • مأزق الفتاة المغربية المهاجرة بين الانغلاق الاجتماعي والثقافي أو الانسلاخ من الجذور والذوبان في القيم الغربية المتحررة وإغوائها الكاسح.
  • اختصار الكاتب لمشاكل المهاجر المغربي في صعوبة الاندماج وتعقيدات العودة إلى الوطن.

تحليل النص

يتقاطع في النص حقلان معجميان أحدهما اجتماعي والآخر نفسي، ويمكن بيان حجم انتشارهما في النص من خلال الجدول الآتي:

الحقل الاجتماعي الحقل النفسي
الوطن – الأهل – الأسرة – الأصدقاء – الوسط الاجتماعي – نشأ – بلد أجنبي – تفكك – أعزب – متزوج – عائلة – والديه – زوجة – أبناء – مجتمع مختلف – مجتمع مادي – العنصر الأخلاقي – عادات – سلوكات اجتماعية – عوامل جنسية – ثقافية – دينية – إشراف الأب – التربية – التعليم – التوجيه – التنشئة الهجينة – عادات أصلية – عادات المهجر – الهجرة العائلية – الحواجز اللغوية – التهميش – العزلة هزات نفسية – العزلة – كبت الغرائز والحريات – استعلاء – حقد – نقص – عزلة مطلقة – مأزق – الاحتماء من الهجوم الثقافي – الانكماش – صعوبة الاندماج – الحيرة


وبالنظر إلى الكتلة اللفظية للحقلين الدلاليين يتضح أن الحقل الاجتماعي مهيمن على النص لسبب بسيط هو أن المشكل النفسي واحد يتمثل في أشكال الضغط النفسي، وهو ناجم عن عدد هائل من المشاكل الاجتماعية التي يعرض النص لبعضها في مجتمعين ينفصل المهاجر عن أحدهما بالتدريج، ويجد صعوبة بالغة في الاندماج في الآخر بسهولة.

اعتبر الكاتب الهجرة العائلية حديثة نسبيا استنادا إلى معطيات إحصائية مضبوطة، فالمهاجر المغربي إلى حدود بداية الثمانينيات من القرن الماضي كان يهاجر إلى أوربا أو غيرها من القارات بمفرده، ويرسل تحويلاته إلى عائلته بالمغرب عبر المصارف أو الأشخاص، ويعود إلى وطنه مرة في السنة ليتفقد أحوال أسرته، ولم يكن ليغامر بمستقبل أبنائه في بلاد يعتبرها ملاذا للعمل فقط، ولا تصلح لغير ذلك، ومع التطور الذي عرفه المغرب من مجتمع محافظ إلى حداثي متحرر تغيرت الكثير من القيم وطغت الاعتبارات المادية والنفعية على الأخلاقية، ومع مشاكل البطالة المستفحلة وضيق أفق الإنسان المغربي وضعف التنمية البشرية في بلده الأم، وحاجة المهاجر إلى الاستقرار النفسي والعائلي بدأت الهجرة العائلية تتدفق نحو أوربا وأمريكا وغيرهما، وازدادت أفواج المهاجرين من كل الأعمار نساء ورجالا، وتفاقمت مشاكل الاندماج، ومعاناة المرأة المغربية بشكل خاص في بلدان تنظر إلى المهاجرين نظرة انتقاص، وعدوانية أحيانا، تحملهم مسؤولية ما يقع في بلدانهم من مشاكل، ولا تكلف نفسها إعداد خطط للإدماج الاجتماعي والثقافي والحضاري المتسامح المراعي لمبدأ التنوع والحرية وحقوق الإنسان، سيما وأن المهاجرين صاروا جزأ من النسيج الاجتماعي العام لبلد المهجر، وبذلوا الكثير من جهود التنمية فيه، وخاصة الجيلين الثاني والثالث من أبناء المهاجرين الحاملين لجنسية بلد الاستقبال.

يدور النص حول فكرة محورية واحدة يبدأ منها وينتهي إليها، وتتعلق بمشاكل المهاجر المغربي في المهجر والوطن، ويسعى النص في كل فقراته إلى تفصيل هذه الفكرة وتوسيعها مستخدما في ذلك إجراأت التعريف والتفسير والتمثيل والتحليل والاستدلال والاستنتاج، وهي إجراأت كافية للإحاطة بأبعاد الظاهرة موضوع المعالجة، وتحسيس المتلقي بالمخاطر الاجتماعية والنفسية التي يفرزها واقع يحتاج إلى معالجة فورية للحد من التداعيات الإنسانية الخطيرة التي تهدد استقرار الدول وحقوق الإنسان.

لغة النص وصفية دقيقة تختزن تصورات وتحليلات ونتائج تدخل النص ضمن الخطابات ذات الطابع التقريري التفسيري بلمسة حجاجية تستمد قوتها الإقناعية من منطق الاستقراء ورصد الوقائع وتحليلها، ويتوسل النص بعدة أسلوبية داعمة لهذا البعد التقريري ذي الوظيفة التحسيسية، فيها حضور كبير للأفعال المضارعة، والمقترنة بالسين للتأشير على حاضر الأزمة المتفاقمة للمهاجر ومستقبلها الذي ينذر بمزيد من التعقيدات، وأسلوب الشرط والجزاء الذي يرتب الأحكام على تشكلات الظاهرة وتمظهراتها المتعددة والمعقدة، وكثير من أسماء الإشارة المحيلة إلى الفضاأت والمؤثثات التي تملأ عوالم الهجرة من الانطلاق حتى الاستقرار.

تركيب وتقويم

النص نموذج لتقارير موضوعية تعرض بشكل إجمالي المشكلات التي يعاني منها المهاجر المغربي، والتي يحاول المغرب على الأقل في حدود إمكاناته تقليصها بتحسين إجراأت العودة وتوفير فرص استعادة الاندماج في الوطن الأم، بينما لاتعمل أوربا سوى على استنزاف طاقات المهاجرين وحرمانهم من التمتع بنفس حقوق مواطنيها الأصليين رغم اعترافها بفضلهم، وقد حاول الكاتب عرض هذه المشكلات في قالب أسلوبي يسلسل الفكرة، ويطارد جزيئاتها وأبعادها في بناء إخباري ومنهجي متدرج يوفرله الأساليب التي تخدم الوظيفة التقريرية والتفسيرية والإقناعية.

 

 

 مواضيع أخراي

 https://sinofar0.blogspot.com/2021/11/blog-post.html

 

 

الإنسان ومشاكل الهجرة - مدخل مفاهيمي

 

 

مفهوم الهجرة

يشير مصطلح الهجرة إلى ترك الأفراد لموطنهم الأصلي والانتقال منه للاستقرار بمكان آخر سعياً للحصول على متطلبات أساسية في حياتهم، كالسكن الكريم، والأمن، والبحث عن حياة أفضل.

يمكن تعريف الهجرة بشكل دقيق بأنها هي قيام مجموعة من الأفراد باتخاذ قرار فعلي بالانتقال من موطنهم ومكان إقامتهم، تحت تأثير دوافع إما إجبارية أو اختيارية، والتوّجه إلى مكان آخر لتحقيق الهدف الذي دفعهم للانتقال، ويعتبر الانتقال حقاً من حقوق الإنسان المنصوص عليه في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان.

ظهرت مشكلة الهجرة منذ العصور القديمة واستمرت حتى وقتنا هذا، إذ أصبحت من أبرز المشاكل التي يواجهها العصر الحديث، ويشار إلى أن حياة الأفراد قديماً كانت قائمة على الترحال والانتقال الدائم بدافع البحث عن الرزق والطعام والمسكن، ومع مرور الزمن استقر الإنسان في حياته أكثر وأصبح قليل الترحال، إلا أنه مازال هناك بعض الدوافع التي تؤثر على بقائه في مكان إقامته وتجبره على الهجرة إلى مكان آخر.

أنواع الهجرة

الهجرة الداخلية

تُعرف الهجرة الداخلية على أنّها الانتقال الجغرافي للسكّان بين المُحافظات التابعة للدولة، وتتضمّن أيضاً الهِجرة الريفيّة، ويُقصد بها انتقال السكّان من الريف إلى المدينة. يَشهد العَالم هجراتٍ داخليةٍ على مستوى أكبر من الهجرات الخارجية وذلك للأسباب الآتية:

  • التكلفة المنخفضة للهجرة الداخلية مُقارنةً بالخارجية، ويعود ذلك لقصر المسافة المَقطوعة نسبيّاً من مكان إلى آخر في نفس الدولة.
  • انعدام مَشاكل الدّخول والخروج من الدول مُقارنةً بما يُواجهه المهاجرون دولياً.
  • انعدام مَشاكل اللغة الّتي يَتعرّض لها المُهاجرون دوليّاً عند انتقالهم إلى دولةٍ تَختلف في لغتها عن لغتهم الأم.
  • توافر الاستعداد النفسيّ للهِجرات الداخليّة بشكلٍ أكبر من الهجرات الخارجية.

توجد للهجرة الداخلية أنواع عدة، أبرزها:

  • الهجرة من محافظة إلى محافظة أُخرى (من إقليم إلى آخر) أو من ولايةٍ إلى أُخرى داخل حدود الدولة الواحدة: يتميّز هذا النوع من الهجرات الداخلية بقصر المَسافة المَقطوعة بداعي الهجرة.
  • الهجرة من الريف إلى المُدن الحضريّة: بدأت هذه الظّاهرة في الانتِشار على مَجالٍ واسعٍ في أغلب دول العالم في النصف الثاني من القرن العشرين؛ حيثُ كان انتقال السكّان من الريف إلى المدينة آنذاك كبيراً بشكلٍ لم يسبق له أن يُكرّر في أيّ مَرحلةٍ تاريخيّةٍ سابقة.

الهجرة الخارجية

يُقصَد بها الانتقال الجغرافي للسكّان دوليّاً، أي من دولةٍ إلى أُخرى من خلال الحُدود السياسيّة لها؛ بهدف الاستقرار الدائم أو العمل وبناء الثروات وغيرها من الأهداف، بغضّ النظر عن المسافة المقطوعة سواءً كانت بضعة كيلومترات أو آلاف الكيلومترات؛ إذ لا تُصنّف الهجرة دوليّةً أم لا اعتماداً على طول المسافة المقطوعة.

الهجرة المؤقتة

تعني الهجرة المؤقّتة انتقال السكّان من مكانٍ إلى آخر لفترةٍ مُعيّنة من الزمن، ثمّ رجوعهم إلى موطنهم الأصليّ، ويندرج تحت هذا النوع من الهجرات هجرة الأيدي العاملة والانتقال الموسميّ لبعض السكّان. يُمكن ضمّ هذا النوع من الهجرات إلى أحد النوعين السابقين، فتتضمّن الهجرة الداخليّة انتقال الأيدي العاملة بين المحافظات، كما يُمكن أن تتضمّن الهجرة الخارجية انتقالهم دوليّاً.

هجرة العقول

هي انتقال الطلاب وأصحاب المواهب والأطباء والمهندسين للدراسة في بلادٍ غير بلادهم تُوفّر لهم بيئةً مناسبةً للتميّز والإبداع؛ حيث يذهب بعض الطُلّاب ليُتمّوا دراستهم في دُولٍ أُخرى بهدف العودة إلى أوطانهم وإفادتها بعلومهم التي اكتسبوها، ولكنّ العديد منهم لا يرجعون لما يَجدونه من إمكانيّاتٍ وفرصٍ أفضل في الدول المُهاجَر إليها.

دوافع الهجرة

الأسباب الاقتصادية

تُعتبر من أهمّ الدّوافع المُسبّبة للهِجرتين الداخليّة والخارجيّة وأكثرها تأثيراً في الأفراد، وتتمثّل في تدنّي المستوى الاقتصادي للأفراد، الأمر الذي يَحدّ من طموحهم في عيش حياةٍ مُرفهةٍ مع كلٍّ من العائلة والأصدقاء؛ لذا يَسعون للهِجرة إلى إقليمٍ أو دولةٍ تُقدّم لهم عرضاً وظيفيّاً بأجرٍ يضمن لهم حياةً أفضل ممّا كانوا عليها.

الأسباب الاجتماعية

تضمّ الأسباب الاجتماعية عدّة عوامل مُرتبطة ارتباطاً كبيراً بالعوامل الاقتصاديّة ألا وهي: الدّين، والقوميّة، والمعرفة، واللغة، وصلة القرابة التي تدفع العديد من السكّان للهجرة إلى الدول والمَناطق التي يتواجد فيها مهاجرون سابقون تجمَعهم علاقة اجتماعيّة سابقة.

الأسباب الدينية

تقوم هذه الأسباب بدفع العَديد من السكّان أصحاب الأقليّات الدينية للهجرة إلى دولٍ أُخرى تضمن لهم حريّة المعتقد والدين والرأي؛ لما يواجهوه من اضطهادٍ وتعصبٍ دينيّ من قِبل الأكثريّة في دولهم.

الأسباب الجغرافية

تؤدّي بعض العَوامل الجغرافيّة مثل المساحات الواسعة لبعض الدول إلى زِيادة فُرصة الهجرة إليها؛ لأنّ المساحات الواسعة تشغل دوائر عرضٍ عديدة، الأمر الذي يُوفّر لها تنوّعاً في البيئات الجغرافيّة التي تخلق بدورها تبايُناً في نوع المناخ، والثروات المعدنيّة، والمَحاصيل الزراعيّة، وذلك يؤدّي إلى تنوّع في النشاط الاقتصادي فيها، وتُوفر فرص عملٍ متنوّعةٍ تجذب المُهاجرين إليها.

الأسباب السياسية

يلجأ بعض السكّان للهجرة إلى دولٍ أُخرى بحثاً عن حريّة التعبير عن الرأي والمُعتقد، وهُروباً من الاضطِهاد السياسيّ المُمارس تِجاههم في وَطنهم الأم.

أسباب حكومية

تتحكّم بعضُ الحكومات في مكان هِجرة السكّان عن طريق توجيههم إلى أقاليم مُعيّنة وفق خططٍ ودراساتٍ تقوم على وضع برامج اقتصاديّة تطويريّة في هذه الأقاليم.

إيجابيات الهجرة

  • التواصل مع الشعوب الأخرى والتعرف على ثقافاتهم.
  • الحصول على شهادات علمية جيدة.
  • اكتساب خبرات مهمة في حياة الانسان وتحفيزه للعمل بنطاق أوسع.
  • التنوع في أصول العمالة الوافدة في مختلف البلدان. تحقيق حياة أفضل في البلدان ذات الاقتصاد المزدهر.
  • إشباع الرغبات الفسيولوجية بالحصول على خدمات أفضل كالأمن والدخل الاقتصادي.

سلبيات الهجرة

  • يفقد الفرد هويته الأصلية ويتخلى عن بعض عادات وتقاليد بلده.
  • الانخراط بعادات وتقاليد بعض البلدان التي قد تكون مخالفة لعادات بلده.
  • الابتعاد عن الأهل والشعور بعدم الانتماء للموطن.
  • التخلي عن اللغة الأم والتمسك باللغات الأخرى.
  • اضطهاد سكان البلدان لبعض المهاجرين والإساءة لهم.
  • افتقار بعض الدول لأبنائها العلماء والعمال.

 

 

 

 

 

 

الإنسان والتكنولوجيا - تحليل نص 'التكنولوجيا والثقافة' للمهدي المنجرة 

 

 

سياق النص

النص للمهدي المنجرة، باحث مغربي في الدراسات المستقبلية، وخبير في العلوم الإنسانية، يروم بلورة رؤية تصحيحية لتشكل الفعل التكنولوجي في المجتمع عبر التغلغل في المكون الثقافي الواعي الذي يصنع الذات ويحفز على الإبداع، والذي لا يمكن بأي حال من الأحوال استيراده أو نقله أو تحميله في مجتمع مؤشرات التنمية الإنسانية فيه ضعيفة جدا، وتطوره الديموقراطي شكلي هش غير متجذر، وتبعيته ظاهرة قاهرة، مجتمع تنعدم فيه الإرادة واحترام الإنسان ويقمع الحريات ويعيق الطاقت والقدرات وتنتشر فيه أشكال التخلف القاتلة.

ملاحظة النص

يتألف عنوان النص من كلمتين عطفت إحداهما على الأخرى للتأشير على نوع من العلاقة الضرورية القائمة بينهما، والتي يحاول النص تجليتها بدقة، وبيان شروط قيامها وضمانات استمرارها في واقع معولم تزحف فيه التكنولوجيا على الحياة بشكلين مختلفين: شكل يؤصل النمو والتطور والإنتاج والإبداع والسيادة، وشكل يكرس التخلف والجمود والتبعية والاستهلاك السلبي.

فهم النص

يعرض النص حزمة من التصورات المرتبطة برصد العلاقة بين التكنولوجيا والثقافة نجملها كالآتي:

  • الشروط التي اقترحها المنجرة لحل معضلة التقدم التكنولوجي في البلدان ناقصة التنمية تتلخص في دمج التكنولوجيا في نمو الذات المعرفية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الواعية والمبدعة حتى تصير جزأ من هويتها يتطور بها ومعها باستمرار.
  • رفض الكاتب خيار نقل التكنولوجيا، وتبنى اختيار التمكن من التكنولوجيا، لأن الأول كذبة امبريالية كبرى تستهدف توسيع التدخل السافر في اقتصاد الدول النامية وسياستها وتسويق بضاعتها وفنييها واستثماراتها بمقابل مادي وجيو سياسي مدمر، أما الخيار الثاني فيدخل التكنولوجيا في الثقافة باعتبارها مكونا عضويا جوهريا ديناميا يستنفر الطاقات الخلاقة ويولد الإنتاج والإبداع ويضمن التقدم والاستقلالية في القرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
  • تأكيد الكاتب على دور القيم الثقافية الحرة المشبعة بالعلم والمعرفة والابتكار والجرأة على التغيير، وعلى دورالإرادة السياسية في تأمين أنساق الحرية والدعم لأصحاب المواهب ضمن سياق ديموقراطي يحترم حقوق الإنسان، في تجذير الانتقال إلى المجتمع التكنولوجي المتقدم.
  • تمثيل الكاتب لاندماج التكنولوجيا بالثقافة وانصهار العلم بالإرادة بالنموذج الياباني القائم أولا على استيراد المواد التكنولوجية وفهم آلياتها وتحليل جزيئاتها، ثم إعادة تركيبها بمقاييس وأذواق تعكس القيم اليابانية بما فيها من ثقافة ومجتمع واقتصاد، كما تعكس الرغبة في الإبداع الذاتي والخصوصية اليابانية المتحدية.
  • تنصيص الكاتب على أن هدر المجتمع العربي الإسلامي لموارده المالية والبشرية في ظل سياسات غير رشيدة يعيق تقدمه ويوسع الفجوة التكنولوجية بين التابع المتخلف وسيده الغربي المتقدم.

تحليل النص

يغلب على النص حقلان دلاليان هما حقل التكنولوجيا وحقل الثقافة، وحقل الثقافة أوسع وأكثر امتدادا في النص بحكم العلاقة الاقتضائية المعلن عنها في العنوان والمفصلة في النص بكل ما يحيل عليه امتلاك التكنولوجيا المتقدمة من رهان ثقافي هو في الأصل قدرات معرفية وطاقات مهارية وإرادة سياسية وخيارات سوسيواقتصدية تعمل على توطين التكنولوجيا في السلوك اليومي والفعل الثقافي المتجدد والذات الراغبة في الابتكار والإبداع وتحقيق الوجود المتميز المرفه والمستقل وصناعة المستقبل الآمن والقوي في نفس الوقت ضمن كيانات أممية تتجدد في سياق رقمي معولم يفرض فيه التقدم التكنولوجي المطرد للاقتصاديات الكبرى رهانات صعبة على الدول النامية. ومن شأن إلقاء نظرة سريعة على المواد المعجمية المشكلة للحقلين الدلاليين في الجدول الآتي:

حقل الثقافة حقل التكنولوجيا
الثقافة – التنمية – الإبداع – الدعم – الوجهة الثقافية والعلمية – الحقيقة الإنسانية – الاقتصاد – البيئة – التجديد – البحث والإبداع الذاتي – اكتساب المعرفة – تنشيط الابتكار – نسق – قيم – الفكر – التغيير الاجتماعي – الاستيعاب – انصهار العلم والثقافة – الخصوصية – الذوق – الإرادة السياسية – المواهب العلمية والفنية – الحرية – احترام الإنسان – القدرات – العملية الإبداعية ... التقنيات الأجنبية – العلوم التطبيقية الجاهزة – التقدم التكنولوجي – نقل – استيراد المنتج التكنولوجي – الفنيين – التشغيل والصيانة – تحليل المواد – الإبداع التكنولوجي – المراكز العلمية والتكنولوجية ...

أن تسعفنا في فهم طبيعة العلاقة بين الثقافة والتكنولوجيا، والتي تقودنا في نهاية المطاف إلى أن مجال الثقافة يستوعب التكنولوجيا ويصهرها ضمن مكوناته، ويدخلها ضمن النشاط الإنساني الذي ينبغي التمكن منه والمشاركة في بنائه وتطويره، وتأمين فعاليته والاستفادة العامة منه في مجالات العلوم والخدمات وتطوير الحياة العامة.

يتميز النص بصلابة المحمولات المنطقية بسبب استنادها إلى الرؤية العلمية الدقيقة، واستقرائها للوقائع والنماذج المجربة، والاستنتاجات المبنية على الفرضيات الصحيحة بداهة، والمسلمات المعقولة ضروة، ولذلك فهو حين يعتبر نقل التكنولوجيا باستيراد الأجهزة والمعدات والفنيين والمشاريع من الأجانب، وإسقاطها في واقع ثقافي يهيمن فيه حرس قديم محافظ يعيق التطور والإبداع، عملية مغشوشة وكذبة كبرى في مجال التنمية والتقدم، حين يعتبرهذا النقل كذلك فإنما يصدر عن منطقين: منطق الواقع والتجربة، ومنطق النظرة العلمية التي تربط النمو بالقدرات الذاتية والذكاء الفردي والإرادات الحرة القوية والمجتمع الحيوي المتجدد والثقافة الديموقراطية التي تحترم الإنسان وتقدره وتدعمه، ويقدم أمثلة لذلك من بلدان شرق آسيا التي تسير بسرعة نحو التقدم التكنولوجي بمؤهلاتها الذاتية وهوياتها الثقافية المرنة المستوعبة والمبدعة، كما يقدم أمثلة أخرى من البلدان العربية الإسلامية التي تستورد التكنولوجيا ضمن ثقافة الاستهلاك السلبي المبذر للموارد والامكانات الاقتصادية الهائلة بما يخدم الشركات الأجنبية والدول الرأسمالية، ويحقق نوعا من النمو الشكلي غير آمن ولا مستقر ولا يضمن احترام الإنسان لذاته ولا يصنع هوية ولا تميزا ولا إرادة حرة مستقلة، ناهيك عن كونه يسهم في نزيف الأدمغة التي تغادر إلى الدول الصناعية المستفيدة من خبراتها، أما البلدان العربية الفقيرة نسبيا كالمغرب مثلا فاستيراد التكنولوجيا وتنزيلها العمودي الإسقاطي يزيد من نسب التخلف والكلفة المادية والتخبط الثقافي والانكماش الاقتصادي، ويوسع الهوة بين الفقراء والأغنياء.

أسلوب النص أسلوب حجاجي تقريري يقوم على التفسير والتفصيل وتقديم الأطروحة وعرض الاستدلالات واستدعاء الأمثلة والشواهد وترتيب النتائج، ويتوسل بالجمل الخبرية الصريحة المعنى، والجهاز الاصطلاحي الدقيق الحامل للمفاهيم والتصورات المرتبطة بحقل الثقافة والتكنولوجيا وامتداداتهما وتقاطعاتهما، ويحشر الأدوات الداعمة للمنطق الاستدلالي الحجاجي من توكيد ونفي وتفصيل واستدراك واستنتاج، ويخلق مناطق تعبيرية للإثارة باستخدام الوصف والسرد والسخرية والمقارنة لتثبيت التصورات الصحيحة، ونسف المغالطات والأطاريح الهشة المدحوضة، ومناطق أخرى محدودة وعفوية لا تخلو من جمال وتأثير هي في الأصل مرتبطة بالطبيعة الخلاقة للغة كقوله : ” ينمو داخليا في قلب الحقيقة الإنسانية ”.

تركيب وتقويم

ينتقد النص خرافة نقل التكنولوجيا بالشكل الإسقاطي باعتبارها تضلل فهمنا للعلاقة بين العلم والتكنولوجيا من جهة، وبينها وبين أنساق القيم من جهة أخرى، فنقل التكنولوجيا في الدول النامية ينحصر بكل بساطة في شراء أدوات وآلات وفتح المجال أمام مشاريع، وسيبقى ذلك مجرد إجراء شكلي يعمق الهوة بين البدان المصنعة وتلك السائرة في طريق النمو، طالما لم تستطع هذه الأخيرة تفكيك آليات التكنولوجيا وإعادة تركيبها وشحنها بقيم أخرى علمية وتقنية وثقافية تسمح بالتعددية الإبداعية، وتضمن مشاركة الدول النامية في بناء المشهد الحضاري العالمي باعتبارها دولا منتجة تتقدم وتقلص الفجوة المعرفية بينها وبين المنتجين الكبار. كل هذا عرضه المنجرة في أسلوب حجاجي ناصع يحبل بالاستدلالات من الواقع والتاريخ ونتائج العلوم والدراسات ذات الصلة، وبلغة راقية مترعة بأساليب التوكيد والإيضاح والتفسير والاستدراك والتفصيل والاستنتاج ومعجم التكنولوجيا والثقافة وصيغ الإثبات والنفي ودلالات التنويه والانتقاد، وبأسلوب خبري مباشر في الغالب عدا بعض الومضات الجميلة المشرقة حين تنزاح اللغة عن محمولها المباشر دون أن تفقد وظيفتها الإفهامية الدقيقة والإقناعية الصارمة. 


 

 

 

الإنسان والتكنولوجيا - مدخل مفاهيمي 

 

مفهوم التكنولوجيا

التكنولوجيا كلمة يونانيّة في الأصل، تتكوّن من مقطعين؛ المقطع الأوّل: تكنو، ويعني حرفة، أو مهارة، أو فن، أما الثاني: لوجيا، فيعني علم أو دراسة، ومن هنا فإنّ كلمة تكنولوجيا تعني علم الأداء أو علم التّطبيق. وقد أورد الكثير من العلماء تعريفات أخرى عديدة لكلمة التكنولوجيا تتقارب من بعضها أكثر ممّا تتباعد.

التكنولوجيا مصدر المعرفة التي تُكرَّس من أجل صناعة الأدوات، ومُعالجة الأنشطة، واستخراج الموادّ، حيثُ يمكن وصف التّكنولوجيا على أنّها المُنتجات، والمعالجات، والتنظيمات، فهي تُستخدَم من قِبل الإنسان من أجل زيادة قُدراته وإمكانيّاته، لذلك، فإنّ الإنسان يُعتَبر أهمّ عامل في أيّ نظام تكنولوجيّ.

تتضمن التكنولوجيا جانبين:

  • جانب مادي: يرتبط بالآلة والتفاصيل الفنية والهندسية المرتبطة بتكوينها وصيانتها واستخدامها.
  • جانب وظيفي: يتعلق بالمجال المعرفي والخبراتي المحيط باستخدام الآلة طبقا لتخطيط محدد وقرارات معينة تنظم الإنتاج وتتيح النمو وتمكن من توليد تكنولوجيا وعلماء وطرائق جديدة وتطبيقات أكثر دقة وسرعة وفعالية.

مكونات التّكنولوجيا

تتكوّن التّكنولوجيا من:

  • المعدّات (Hardware).
  • البرمجيّات (Software).
  • قواعد البيانات (Database).
  • شبكات الحاسوب (Networks).
  • العمليّات (Procedure).

خصائص التّكنولوجيا

  • التكنولوجيا علم مستقل وعمليّ يهتم بتطبيق النظريّات بشكل منظّم.
  • التكنولوجيا هادفة؛ فهي تحقق الرفاهيّة للناس، وتحلّ المشكلات التي تمسّ حياتهم.
  • التكنولوجيا منظّمة؛ فهي عبارة عن عمليّات تُنتج مدخلات ومخرجات من تفاعلها مع بعضها.
  • التكنولوجيا شاملة لجميع الميادين.
  • التكنولوجيا متطوّرة؛ فهي تستمر في التطور مع تطور الإنسان، كما أنّها تخضع دائماً إلى عمليّات المراجعة والتعديل والتحسين.
  • التكنولوجيا تعدّ عمليّة ديناميكيّة، حيث تبقى في تفاعل مستمر مع المكوّنات.
  • التكنولوجيا تستخدم جميع الإمكانات المتوفرة، سواء كانت إمكانات ماديّة أم غير ماديّة بأسوب فعّال؛ للحصول على النتائج المرجوّة بكلّ حرفيّة.

أهمية التكنولوجيا

أهمية التكنولوجيا في مجال الأعمال

يعتبر مجال الأعمال من أكثر المجالات استفادةً من التكنولوجيا؛ حيث أن الرئيس يصدر قراراته في وقت قصير، كما أنه بإمكانه حل المشاكل بسهولة، وذلك بمساعدة التكنولوجيا، حيث سهلت تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها في عالم الأعمال من استخدام أجهزة الحاسوب، وأتاحت استخدام الشبكة العنكبوتية، كما أسهمت التكنولوجيا في زيادة إنتاجية العاملين بشكل كبير سواء على مستوى الأعمال الكتابية، أو أعمال التصنيع؛ حيث إن معظم الصناعات أصبحت تستخدم الآلات بدلاً من العنصر البشري؛ مما يعني توفير الوقت والجهد.

وعلى الرغم من التكلفة المرتفعة لاستخدام التكنولوجيا في المجال الصناعي إلا أن فائدتها كانت أكبر من تكلفتها؛ حيث إنها وفرت تكلفة الأيدي العاملة المطلوبة في العملية الإنتاجية، أمّا على مستوى الأعمال المتصلة بخدمة العملاء والزبائن فإنها تزيد من إنتاجية الموظف؛ بحيث تتم مراجعة كافة البيانات والمعلومات في وقت قصير بدلاً من القيام بذلك بشكل يدويّ.

أهمية التكنولوجيا في مجال الاتصال

أصبح التقدّم التكنولوجي في مجال الاتصال لا حد له بدءً من أجهزة الحاسوب إلى الهواتف المحمولة الذكية، وقد قدّمت هذه التكنولوجيا العديد من الفوائد في هذا المجال من أهمّها: توفير إمكانية الاتصال بين العديد من الأطراف في مناطق مختلفة من العالم بسرعة فائقة، ممّا يساعدها في الانتشار، سواء في نشر المعلومات والأخبار المختلفة، أو في مشاركة المعرفة والعلم.

أهمية التكنولوجيا في مجال التعلم

يعتبر التعلم الإلكتروني من أبرز إسهامات التكنولوجيا في مجال التعلّم؛ حيث يستطيع المتعلّم فيه أن يتحكم في نظام تعليمه من خلال إدارة العملية التعليمية، ومحتوى العملية التعليمية، والاتصال بزملائه في العملية التعليميّة، وقد وفّر التعليم الإلكتروني للمتعلم العديد من البرامج التي توفّر مرجعية فورية لما يسأل عنه المتعلّم، وذلك عن طريق توفير ساحات للنقاش والمكتبات التي تسمح بطرح الأسئلة والحصول على الإجابات بسرعة كبيرة جداً، كما أنّ التطوّر التكنولوجي سمح بوجود ما يسمّى التعليم المفتوح الذي يسمح للذين يعانون من مشاكل صحية أو يعيشون في أماكن بعيدة بالالتحاق في مقاعد الدراسة عبر الإنترنت.

أهمية التكنولوجيا في مجال الصحة

ساعدت التكنولوجيا الأطباء على الإجابة عن جميع استفسارات المرضى بشكل أسرع، كما وفرت الأجهزة الطبية المتطورة إمكانية الكشف عن العديد من الأمراض، كما أنّها سهلت علاجها، بالإضافة إلى أنها أتاحت فرصة استكمال بعض أنواع العلاج في البيت؛ ممّا أدّى إلى تقليل فترة البقاء في المستشفيات، وبالتالي تقليل المصاريف التي تنفق على العلاج.

إيجابيّات التّكنولوجيا

من إيجابيّات التّكنولوجيا في العصر الحديث ما يأتي:

  • مَنحت الإنسان الشّعور بالحريّة، فبات من السّهل أن يحصل الإنسان على ما يشاء وقتما يُريد.
  • إتاحة الفرصة للتّواصل وتبادل الآراء والأفكار مع الآخرين، وفتحت أبواباً للنّقاش والحوار مع مختلف الأطياف والتّوجهات في شتّى المواضيع.
  • استحداث مفهوم التّجارة الإلكترونيّة، وتيسير عمليّات البيع والشّراء وتبادل العُملات عن طريق الإنترنت.
  • أثبتت أنّها أفضل من حيث التّكلفة، فساهمت في تحسين الإنتاجيّة، ممّا أدّى إلى رفع أجور العاملين.
  • ساهمت في تقديم الخدمات الحكوميّة عن بعد، فأدّت إلى توفير الوقت والجهد.
  • أوجدت خدمة التعلُّم عن بُعد، وفتحت مجالأ واسعاً أمام البحوث العلميّة.
  • المساعدة على سرعة إنجاز المَهام في أيّ وقت على مدار اليوم والعام.
  • بنت جسراً لتقريب المسافات وجعل العالم قرية صغيرة.
  • استحداث وظائف جديدة، مثل برمجة وتطوير مواقع الويب والمعدّات.
  • استخدام وسائل التّكنولوجيا في الإعلام عن طريق معرفة آخر الأخبار والتّفاصيل مهما تباعدت المسافات، وذلك بما أوجدته الصّحافة الإلكترونيّة من خدمة مُتابعة الأحداث أولاً بأول.

سلبيّات التّكنولوجيا

من السّلبيات التي تنتج عن التّكنولوجيا ما يأتي:

  • إدمان التّكنولوجيا؛ إذ تسبّبت التّكنولوجيا وغزوها للحياة اليوميّة للأفراد بعدم القدرة للاستغناء عنها.
  • إزالة حواجز الخصوصيّة، حيث إنّه وبتطوّر التّكنولوجيا أصبحت عمليّات الاختراق أكثر تطوّراً.
  • ميل الأشخاص للانطوائيّة والعزلة، وتراجع التّواصل مع الأصدقاء والعائلة.
  • الاستخدام المُفرِط للتّكنولوجيا يُؤدّي إلى خللٍ في نموّ الجهاز العصبيّ عند الأطفال.
  • تراجع الحرف اليدويّة واللّمسات الفنيّة على المصنوعات.
  • اكتساب بعض العادات العنيفة من الألعاب الإلكترونيّة.
  • اندثار الصّحافة الورقيّة في ظلّ وجود الصّحافة الإلكترونيّة التي تتميّز بسرعة نقل الخبر.
  • صعوبة التحقّق من المعلومات والأخبار نتيجة تعدّد المَصادر وسرعة الانتشار.
  • أضرار صحيّة نتيجة إدمان التّكنولوجيا وتوفّرها في متناول الفرد طوال الوقت.
  • الكسل والسُّمنة.
  • عدم وجود عدالة في التّعليم نتيجة طغيان التّكنولوجيا على العمليّة التعليميّة، ممّا أدّى إلى ظلم بعض المناطق الفقيرة التي لا تتحمّل تكلفة الأجهزة.
  • هيمنة بعض الحضارات واللّغات على الأخرى، حيث باتت الثّقافة الأمريكيّة هي السّائدة بين الشّباب.
  • تطوّر أسلحة الدّمار الشّامل بحيث أصبح تدمير العالم أمراً مُمكناً.

 

 

 

 

 

 

الإنسان والتنمية - تحليل نص 'التنمية الإنسانية' لنادر فرجاني 

 

 

سياق النص

التنمية الإنسانية أو البشرية مفهوم رائج في الدراسات السوسيوسياسية والاقتصادية والاستراتيجية، ومتداول بشكل عريض لدى المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية المهتمة بقضايا الإنسان وحقوقه، إذ بناء على الجهود المبذولة من قبل الأنظمة وصناع القرار في مجال تطوير حياة الإنسان وتحقيق كرامته، وتمتيعه بحقوقه، وتطوير قدراته تصنف الدول والأنظمة، ويتخذ بشأنها التعامل المناسب من قبل المجتمع الدولي ومؤسساته المؤثرة في الاقتصاد والسياسة. وقد كان موضوع التنمية الإنسانية محل مقاربات كثيرة تناولته من زواياه المتعددة مما أفرز العديد من المدارس والمناهج والنظريات المنشغلة به، ويقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بنشر العديد من الأبحاث في مجال السكان والهجرة وسوق العمل والتعليم والفقر والتنمية، وكذلك الأمر بالنسبة للكثير من الهيئات الدولية ذات الصلة، والنص واحد من هذه الأبحاث التي تسلط الضوء على مفهوم التنمية الإنسانية ومداخلها الأساسية وعلاقاتها بالحريات العامة وحقوق الإنسان، وهو لنادر الفرجاني الذي يتولى رئاسة تحرير تقرير التنمية الإنسانية في البلدان العربية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة المذكور آنفا.

ملاحظة النص

العنوان مركب وصفي يضطلع الوصف فيه بوظيفة وسم الموصوف بأهم سماته وأظهرها بما يحقق كنهه وماهيته، والموصوف مبتدأ لخبر محذوف يستمد حضوره من داخل الممتد النصي، وهكذا يرهن النص العنوان داخل نسق تصوري تفسيري يستكشف العنوان ويستجليه.

الملفوظ الأول في الفقرة الأولى تحديد لمسار في التحليل والرؤية يقطع مع تصور قائم يحصر التنمية الإنسانية في تطوير الحياة المادية، ويقيم بدله تصورا يربطها بشكل أساسي بحاجيات أخرى غير مادية متلبسة بجوهر الحرية القادر على توسيع خيارات الناس وتحقيق الأفضل لهم على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي.

فهم النص

تتداخل في النص مجموعة من الأفكار والتصورات أهمها:

  • مركزية الحرية في مفهوم التنمية الإنسانية باعتبارها الآلية الوحيدة التي تتحقق عبرها إمكانات التنمية، وتصبح معها أدواتها أكثر فعالية، ومفرداتها أكثر تطورا وتجذرا وملاءمة، وهذه الحرية مرتبطة بتوسيع قدرة الناس على الاختيار بين البدائل المتوفرة أو الممكنة لضمان عيش كريم ماديا ومعنويا.
  • اقتران التنمية بالحرية يضمن نبذ التمييز بكل أشكاله، وتنويع مجال الرفاهية ليشمل التنعم المادي والتمتع بالحقوق واكتساب المعرفة والجمال والكرامة وتحقيق الذات بالمشاركة في تدبير الحياة العامة.
  • قيام التنمية الإنسانية على محورين: محور بناء القدرات البشرية لتحقيق رفاهية راقية، ومحور الاستثمار الفعال لهذه القدرات في كل مجالات النشاط الإنساني بما يحقق الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.
  • تنصيص تقرير التنمية العالمي على لامحدودية حقوق الإنسان، وعلى تطورها بموازاة مع تطور الإنسانية، وتأشيره على ثلاثة حقوق أساسية لا بد منها في أي تنمية هي: حق العيش حياة طويلة وصحية، وحق الحصول على المعرفة، وحق امتلاك الموارد اللازمة لمستوى معيشي لائق.
  • اختلاف التنمية الإنسانية في نظر الكاتب عن التنمية البشرية بتجاوزها للاستحقاقات الثلاثة السالفة الذكر إلى استحقاقات إضافية تشمل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما يسمح بتوافر فرص الإنتاج والإبداع، والاستمتاع باحترام الذات، وضمان حقوق الإنسان، وغيرها مما يجسد مفهموم الحرية الأقدر على حفظ مكتسبات التنمية واستقرارها في الزمن والمكان.

تحليل النص

يتوزع النص حقلان معجميان، يحيل أحدهما على الجزء المادي للتنمية، ويجسد الثاني الشق المعنوي فيها، ويمكن بيان انتشار الكتل اللفظية المرتبطة بهذين الحقلين على جسد النص من خلال الجدول الآتي:

الحقل المعنوي للتنمية الحقل المادي للتنمية
الحرية – توسيع خيارات الناس – العيش الكريم – معنويا – نفسا – روحا – القضاء على أشكال التمييز – الأصل – المعتقد – اللون – الجوانب المعنوية – اكتساب المعرفة والجمال والكرامة – تحقيق الذات – المشاركة الفعالة في شؤون الاجتماع – الحرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية – توافر فرص الإنتاج والإبداع – احترام الذات – ضمان حقوق الإنسان – العدالة ... ماديا – جسدا – الرفاهية – التنعم المادي – العيش – حياة طويلة – صحية – الحصول على المعرفة – توافر الموارد اللازمة – موارد بشرية – الاحتياجات الأساسية ...


يتضح من خلال الفرق بين كتلة الحقلين الدلاليين أن التنمية الإنسانية أكبر من مجرد تحقيق الرفاهية المادية، وإن كانت هذه الأخيرة ضرورية وأساسية، ومدخلا رئيسيا لتجذير مفهوم التنمية الإنسانية وتأصيله، والذي هو في نهاية المطاف تنمية شاملة متكاملة للبشر ولمؤسساته الاجتماعية تستهدف تحقيق الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.

اشتراط الكاتب مراعاة حقوق الإنسان لتحقيق التنمية الإنسانية تحصيل حاصل؛ لأنه لا وجود لتنمية والإنسان مسلوب الحقوق، فاقد الحرية، منتهك الكرامة، لا يملك القدرة على الإنتاج والإبداع والمشاركة في بناء نسيجه الاجتماعي الراقي بما يحقق مفهوم الإنسان بشكل عام.

لم يكن الكاتب منشغلا بعرض وجهة نظره فقط في قضية تسيل الكثير من المداد، وتتفاعل الرؤى والتصورات بصددها مع كثير من إجراأت التطبيق ومحاولات المواءمة مع المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية غير المستقرة في عالم طابعه التعدد الثقافي والإيديولوجي والتفاوت الاقتصادي والتكنولوجي، ولا المرنة بما يكفي لتنزيل مقتضيات التنمية الإنسانية تنزيلا سليما، وتثبيتها في أرضية صلبة يعمل الجميع على تمتينها وتحييد هشاشتها، بل كان الكاتب إلى حد ما مهتما بخوض جدل بشأن مفهوم التنمية الإنسانية ومفرداتها يحاول من خلاله تفهيم معارضي شمولية هذا المفهوم بأن الحرية أولا والخبز ثانيا، وأن الحرية بإمكانها أن تتدبر أمر الخبز، والعكس غير صحيح، معتمدا في هذا التفهيم على حجج من تارخ الحضارة، ومن واقع التنمية في العصر الراهن، حيث ظل العنف والإقصاء والتهميش والقمع وعدم احترام حقوق الإنسان وتقزيم إراداته وتضييق خياراته وطمس قدراته العائق الأكبر أمام التنمية الإنسانية بمفهومها الشامل.

اتكأ البناء الاستدلالي في النص على الكثير من الروابط المنطقية واللغوية التي حققت انسجام النص وترابط متوالياته الفكرية وتماسك هيكله الحجاجي بما يدفع المتلقي إلى التسليم بوجاهة التصور الذي يسوقه الكاتب ورصانة تحليلاته واستنتاجاته، ومن هذه الروابط تكرار ملفوظات تنتمي إلى جهاز اصطلاحي مضبوط ودقيق يستمد حمولته المنطقية من علوم الاقتصاد والسياسة والاجتماع، ولا يختلف حول مدلوله وسياقات استثماره، ومنها بناء التصورات ارتكازا على آخر نتائج الأبحاث ذات الصلة بالتنمية، وأحدث مقررات المنظمات الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، ومنها اهتمامه بالتفصيل والتفسير الدقيق والمسهب لمحاصرة أسئلة المتلقي المفترضة، وملاحقة الفكرة ومطاردة المعنى بما يحقق الكفاية التفهيمية المطلوبة، ومنها توظيفه أدوات التوكيد والنفي لتغطية الوضعيات الجدلية التي تقتضي تثبيت تصور ونسف آخر، ومنها علاقات السببية التي تدخل الأفكار بعضها في بعض، وتصنع منها متوالية منطقية يصعب اختراقها ودحضها، ومنها منهج التدرج الذي استلزم انتقال النسق الفكري المنطقي للنص من العام إلى الخاص، ومن طرح الإشكال إلى التحليل فالإستنتاج.

تركيب وتقويم

يطرح النص قضية جوهرية في الحياة الإنسانية الراهنة، وهي قضية التنمية البشرية، ويرى الكاتب أن تحققها رهين بتوفر أرضية حقوقية صلبة تحفظ للإنسان كرامته وحريته، وتوفر له المعرفة الكافية والمتاحة والبيئة اللائقة والموارد المناسبة لرقيه وإظهار قدراته، وتضمن مشاركته الفعالة في تدبير الحياة العامة بما يملك من طاقات وينتج من إبداعات تجعل منه إنسانا راقيا محترما.

ويبدو أن تصور الكاتب، وإن كان مقنعا، مثالي إلى حد ما؛ لأنه يغيب الكثير من الإكراهات والقيود التي تحول دون أجرأة هذا المفهوم حتى في الدول الأكثر تقدما وتجذرا في الديموقراطية، والأحرص على احترام حقوق الإنسان، لما تعرفه حركية المجتمعات والأنظمة وأروقة السياسيين وكواليس صانعي القرار، وتعسفات مراكز الضغط وأصحاب المصالح من تكييف لهذه المبادئ النبيلة وتصريف لها بما يخدم أهدافا قذرة تهين فئات من الناس في أوطانهم أو في بلاد المهجر، فتنتهك كرامتهم وتعيق إقلاعهم الاقتصادي وجهودهم في تنمية الإنسان، وتطمس هوياتهم وتحتقر خصوصياتهم، وتكرس التبعية والتمييز وتصادر الحريات، وتجهض المبادرات وتساند الديكتاتوريات حماية لمصالح اقتصادية أو تصفية لحسابات إيديولوجية بغيضة.

 

 

 

 

 

الإنسان والتنمية - مدخل مفاهيمي

 

 

 

 

 

مفهوم التنمية

ارتبط مفهوم التنمية بعلم الاقتصاد ومفاهيم مثل التخطيط والإنتاج والتقدم، ثم اتسع ليشمل كل المجالات التي تهم الإنسان. والتنمية هي مجموعة من التغييرات الجذرية المحدثة في مجتمع ما لدفعه إلى التطور الذاتي المستمر بما يكفل تحسين حياة أفراده اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا بشكل يرقى بها إلى مستوى الدول المتقدمة.

 في العقد الأخير من القرن الماضي، كثرت المؤتمرات والبحوث والدراسات العلمية التي عقدت جميعها؛ لتحديد وتعريف مفهوم التنمية البشرية، ومعرفة أبعادها ومكوناتها ومن ثم تحليلها، كإشباع الحاجات الإنسانية الأساسية، وتكوين رأس المال البشري، ورفع مستوى المعيشة، والتنمية الاجتماعية، وتحسين نوعية الحياة، وكل ذلك تم بناءً على زيادة الوعي بمدى قيمة الإنسان والذي يعتبر هدفاً ووسيلة في المنظومة الخاصة بالتنمية الشاملة.

مجالات التنمية البشرية

التنمية الاجتماعية

تتحقق من خلال توفير أعلى مستوى ممكن من الرفاهية الاجتماعية للفرد، وتعزيز دور المرأة في المجتمع، ونشر العلم والعرفة، وتحسين الرعاية الصحية، وتوفير الغذاء والمسكن الملائم.

التنمية الإدارية

أي تطوير العمل الإداري في منظمات الدولة المختلفة وجعلها أكثر فاعلية وشفافية، وتطبيق مبدأ المحاسبة والرقابة على الإنفاق والاستهلاك، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب للقضاء على الفساد الإداري.

التنمية السياسية

تتم بتطوير المؤسسات الدستورية وتحديثها، وصون التعددية السياسية، والفصل بين السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية) لتحقيق العدالة، وترسيخ مفاهيم السيادة الوطنية والمنافسة السياسية عبر الانتخابات وتبني استراتيجيات سياسية تحقق الحفاظ على مصالح الدولة وأهدافها السياسية والنهوض بها.

أدوات قياس التنمية البشرية

  • المؤشرات المادية ( الدخل الفردي – أمد الحياة – التعليم وإنتاج المعرفة).
  • الإنسان مصدر التنمية الوحيد وهدفها.
  • الخط التصاعدي لتطور المجتمعات البشرية.

أهداف التنمية البشرية

أهداف اقتصادية

تتمثل في رفع المعدل الإنتاجي للقطاعات الاقتصادية المتنوعة، ورفع معدل دخل الفرد، وتوزيع الثروات والموارد المختلفة بشكلٍ عادل، واستغلالها بالشكل الأمثل، وخفض نسب البطالة والحد من مشكلة الفقر.

أهداف اجتماعية

تتمثل في تنمية الإنسان من خلال الاهتمام به علمياً وثقافياً وصحياً، وتدريبه وتأهليه لاكتساب الخبرات والمهارات اللازمة؛ ليكون عنصراً فعالاً في المجتمع، وتوفير وتطوير الاحتياجات السكانية لمختلف الفئات العمرية من تعليم، وصحة، وتوفير مسكن لائق، إضافةً للمرافق العامة، كالمياه، والكهرباء، والشوارع، ووسائل الاتصال، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

أهداف سياسية

يتم من خلالها تعزيز المشاركة الشعبية في العملية الديموقراطية كالمشاركة في الانتخابات المحلية، والتشريعية والرئاسية، وحرية التعبير، والنقد.

أهداف بيئية

يتمّ من خلالها الحفاظ على البيئة والتقليل من الأضرار والأخطار تحديداً الناتجة عن التلوث، وكل هذا من خلال نشر الثقافة والوعي بين الناس.

 

 

الخطاب السياسي - مدخل مفاهيم

 

 

مفهوم الخطاب السياسي

يُعتبر الخطاب السياسيُّ من أشكال الخطاب العام؛ حيث يُقوم الخاطب من خلاله بتثبيت تملّك السلطة في الصراع السياسي ضدّ الأفراد أو الأحزاب، ويكون مُرتبطاً بشكلٍ دائمٍ بالسلطة الحاكمة في المجتمع، ويُعدّ من أهم الوسائل التي تستخدمها القوى السياسيّة في بلدٍ معينٍ، وذلك بهدف الحصول على مركزٍ مُعيّنٍ، أو أخذ تفويضٍ ومشروعيةٍ.

أهداف الخطاب السياسي

يتميز الخطاب السياسي بأنه خطاب يقوم على عملية الإقناع للجهة الموجه لها الخطاب، بالإضافة إلى تلقي القبول والاقتناع بمصداقيته، من خلال العديد من الوسائل والطرق المدعمة بالحجج والبراهين، وجب أن يوظف الخطاب السياسي الوسائل اللغوية والمنطقية الصحيحة، وجمل تعبيرية تتناسب مع طريقة التواصل مع الأفراد، كالصور والموسيقى بالإضافة إلى استخدام لغة الجسد، مع مراعاة أن تتناسب مع الموقف والمقام الذي يتم إلقاء الخطاب السياسي على أساسه.

وظائف الخطاب السياسي

يُحقّق الخطاب السياسيّ عدة وظائفٍ وفق استراتيجيّةٍ تقوم على إدارة أنماط التفكير الإنسانيّ، ومن هذه الوظائف ما يأتي:

  • وظيفة الخبر: من أهم وظائف التي تقوم على إيصال الخبر للجمهور بطريقة صحيحة ومقنعة.
  • وظيفة المقاومة والمعارضة: يعمل بشكل أساسي على تقديم المعارضات والاحتجاجات على سياسية متبعة في المجتمع الذي يعيش فيه، بالإضافة إلى مقاومة هذه السياسية والنظام المتبع من أجل تغييره والحصول على نظام آخر.
  • وظيفة إخفاء الحقيقة: يساعد في إخفاء الحقائق وتزييفها، وتقديم حقائق أخرى غير الموجودة والمتبعة من قبل أفراد معينين.
  • وظيفة منح الشرعية أو نزعها: تقوم هذه الوظيفة على إعطاء السلطة لمجموعة معينة أو انتزاع السلطة من القائمين عليها.

في الحالات التي يقوم بها الخطاب بأحد الوظائف السابقة، يعتبر خطاباً سياسياً بحتاً، وإذا خلا الخطاب من إحدى هذه الوظائف لا يمكن أن يتمّ وصفه بأنه خطاب سياسي.

خصائص الخطاب السياسي

هناك العديد من الخصائص التي يتحلى بها الخطاب السياسي وهي:

  • يقوم على المدح والثناء على سياسية معينة ومتبعة في المجتمع أو المعارضة والاحتجاج والانتقاد لهذه السياسية.
  • الدفاع عن البرامج والاختبارات ذات الطابع السياسي التي يتم وضعها من قبل جهة معينة أو إيجاد برامج وطرق بديلة عن البرامج الموجودة والمتبعة.
  • قد يكون هدفه بث التفاؤل والأمل بالمستقبل، أو يعمل على إيجاد رؤية سياسية مختلفة برؤية الخطاب من قبل الأغلبية.
  • أن تتصف بنيته بالتماسك والترابط، والتي تستند على أيديولوجيا محددة.
  • اللغة المتبعة به لغة مائلة إلى صيغة الأمر.
  • اعتماده بشكل أساسي على البلاغة؛ لأنّ الهدف الأساسي منه التأثير العاطفي على المستمعين.
  • يتّصف بطوله وبتكراره للعديد من الجمل والكلمات، من أجل وصول الفكرة التي يهدف إلى إيصالها للجمهور.

أنواع الخطاب السياسي

الخطاب السياسي الرسمي

هو الخطاب الذي يرتبطُ بالموضوعات الرسمية الخاصة بمؤسسات الدولة، كالوزارات، والمديريّات العامة، وغيرها من المؤسسات الرسمية الأخرى، ويقتصر هذا الخطاب على موضوعٍ واحدٍ، ويحتوي على تفاصيلٍ مباشرةٍ، وواضحة وعادةً يلتزم بعدد صفحات قليلة.

الخطاب السياسي الواقعي

هو الخطاب السياسي الذي يساهم في توضيح قضيةٍ، أو مسألةٍ واقعيةٍ وأحداثها ما زالت موجودة في لحظةِ قراءةِ، أو نشر الخطاب السياسي، ومن الأمثلة على الخطابات السياسية الواقعية: الخطابات التي تتحدّث عن إعلان نتائج الانتخابات البرلمانيّة.

الخطاب السياسي المدني

هو الخطاب السياسي الموجه إلى عامة الناس، والهدف منه مخاطبة أفراد المجتمع، وسماع آرائهم، ومطالبهم، ومحاولة إيجاد الوسائل، والطرق التي تساهم في تقديم المساعدة لهم، وعادةً يستخدم هذا النوع من الخطابات من قبل المسؤولين كرؤساء البلديات، والمحافظين، أو المرشحين للانتخابات.